من أهم ما يجب أن يبدأ به عند تقديم معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة هو نسبه الشريف. سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، من قبيلة قريش العدنانية، يرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وُلِدَ في مكة المكرمة في عام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي هدم الكعبة.
كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس نسبًا، وقد قال عن نفسه: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».
نسبه من جهة الأم:
أمه هي آمنة بنت وهب، من بني زهرة، وهي من أشرف نساء قريش نسبًا، وكانت من أهل الطهر والعفاف.
مولده ونشأته
ضمن معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة، نذكر أن سيدنا النبي وُلِدَ يتيم الأب، ثم تُوفّيت أمه آمنة بنت وهب وهو في السادسة من عمره، فكفله جده عبد المطلب، ثم عمه أبو طالب. تربى في بيئة كريمة، واشتهر بين قومه بالصادق الأمين.
كان يعمل في الرعي في صغره، ثم في التجارة مع عمه، حتى تزوج من السيدة خديجة رضي الله عنها وكان عمره خمسة وعشرون عامًا. وقد كانت خديجة من أشراف قريش، وكانت ذات عقل وفضل ومال.
أخلاقه قبل النبوة
كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم معروفًا بين قومه بالصدق، والأمانة، والعفة، والتواضع، وحسن المعاملة.
لم يسجد لصنم قط، ولم يشرب خمرًا، ولم يشارك في لهو الجاهلية، فكان فريدًا في قومه، مهابًا محترمًا محبوبًا.
وكان الناس يضعون أماناتهم عنده، ويلجأون إليه في الخصومات، ويثقون برأيه. ولذلك لما اختلفت قريش في من يضع الحجر الأسود في الكعبة، اختاروه حكمًا بينهم، فأرضاهم جميعًا بحكمته المعهودة.
أول الوحي وبداية البعثة
غار حراء.. مهبط النور
في سن الأربعين، كان صلى الله عليه وسلم كثير الخلوة، يتعبد في غار حراء، حتى جاءه جبريل عليه السلام وهو في الغار، وقال له: “اقْرَأْ”، وكانت بداية الوحي، وبداية نزول القرآن الكريم.
ارتجف قلبه، فعاد إلى بيته، وقال لزوجته خديجة: “زملوني زملوني”، فطمأنته، وأخذته إلى ورقة بن نوفل، الذي قال له: “هذا هو الناموس الذي نزل على موسى”.
الدعوة في مكة
بدأ سيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو إلى التوحيد سرًّا، ثم جهر بها بعد ثلاث سنوات، فآمن به عدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل: أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وخديجة بنت خويلد، (رضي الله عنهم جميعًا) ثم اشتد الأذى من قريش.
رغم الأذى والصدّ، ظل صلى الله عليه وسلم صابرًا، داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى هاجر إلى المدينة المنورة بعد ثلاثة عشر عامًا من البعثة.
الهجرة النبوية المباركة
عندما اشتد الأذى من قريش على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (رضي الله عنهم جميعًا)، أذن الله له بالهجرة إلى يثرب، والتي سُمِّيت لاحقًا بالمدينة المنورة.
خرج من مكة خفيةً مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتخفَّى في غار ثور ثلاث ليالٍ، ثم واصل المسير إلى المدينة.
لحظة مؤثرة
كان صلى الله عليه وسلم يودع مكة بحزن، ويقول:
“والله إنكِ لأحب أرض الله إليَّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت”.
بناء الدولة في المدينة
عند وصوله إلى المدينة، استُقبِل استقبالا عظيمًا، وردد الناس أنشودة:
“طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع…”
أول ما فعله: معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة
-
بناء المسجد النبوي ليكون مركزًا للعبادة والعلم.
-
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فصارت الأمة جسدًا واحدًا.
-
وثيقة المدينة لتنظيم العلاقة بين المسلمين واليهود وغيرهم.
الغزوات والمعارك
من أبرز ما يجب التوقف عنده عند تقديم معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة هو غزواته. خاض سيدنا النبي عدة غزوات دفاعية، منها بدر وأحد والخندق وحنين وتبوك وغيرها. وكان الهدف منها صد العدوان، ونشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
وكان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات قائدًا حكيمًا، شجاعًا، لا يغدر، ولا يقتل إلا من يقاتله، وقد ضرب أروع الأمثلة في الصبر والعفو حتى عن أعدائه الذين أخرجوه من وطنه.
لم يكن صلى الله عليه وسلم يحب القتال، بل كان يرد العدوان. ومع ذلك خاض عدة غزوات دفاعية من أجل حماية دعوته وأمته، منها:
-
غزوة بدر: أول معركة فاصلة بين المسلمين وقريش، وانتصر المسلمون فيها نصرًا عزيزًا.
-
غزوة أحد: كان فيها اختبار عظيم للمؤمنين.
-
غزوة الخندق: اجتمع الأحزاب على المسلمين، لكن الله رد كيدهم.
-
فتح مكة: دخل سيدنا النبي ﷺ مكة في السنة الثامنة للهجرة، عفوًا شاملاً، وقال لأهلها:
“اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
صفات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
صفاته الجسدية:
-
كان متوسط القامة، لا بالطويل ولا بالقصير.
-
وجهه كالبدر في ليلة تمامه.
-
شعره بين المجعد والناعم.
-
عيناه واسعتان، سوداوان.
-
ريحُه أطيب من المسك.
صفاته الخُلقية: معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة
-
الرحمة: كان رحيمًا بكل من حوله، حتى بالحيوان.
-
الصدق: لم يُعرف عنه كذب قط.
-
الحياء: أشد حياءً من العذراء في خدرها.
-
الحِلم: كان يحلم على من أساء إليه.
-
العدل: ما ظلم أحدًا قط.
-
التواضع: كان يأكل مع الفقراء، ويجلس حيث ينتهي به المجلس.
حياته العائلية
تزوج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من عدة نساء، وكان زواجه لأسباب تشريعية واجتماعية وإنسانية، وليس شهوة كما يزعم أعداؤه.
أول زوجاته وأحبهن إليه كانت خديجة بنت خويلد، التي بقيَ معها 25 عام ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
ومن زوجاته:
-
عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها.
-
حفصة بنت عمر.
-
زينب بنت جحش.
-
أم سلمة.
-
وغيرهن رضي الله عنهن جميعًا.
كان صلى الله عليه وسلم أحنَّ الناس على أهله، يدخل بيته باسمًا، ويساعد زوجاته، ويقول:
“خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
وفاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
بعد أن أدى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة، وأكمل تبليغ الأمانة، وأقام الدين، بدأت علامات اقتراب الأجل تظهر، وكان ذلك في السنة الحادية عشرة للهجرة.
حجة الوداع
قبل وفاته بسنة، خرج إلى حجة الوداع، وخطب فيها خطبته العظيمة التي قال فيها:
“ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد”.
وقال أيضًا:
“تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي”.
وفي تلك الأيام، نزل قول الله تعالى:
{اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3].
فبكى الصحابة (رضي الله عنهم جميعًا)، لأنهم فهموا أن نهاية الرحلة اقتربت.
آخر أيامه صلى الله عليه وسلم
مرض سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مرض الوفاة، وكان في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وأُصيب بالحمى، وظل يعاني منها أيامًا.
وفي اللحظات الأخيرة، كان يدعو الله، ويقول:
“اللهم الرفيق الأعلى… الرفيق الأعلى”.
وتوفي يوم الإثنين، 12 ربيع الأول، عن عمر 63 سنة، ودفن في حجرة السيدة عائشة.
وصاياه للأمة
من وصاياه التي أوصى بها وهو على فراش الموت:
-
الصلاة، فقال:
“الصلاةَ، الصلاةَ وما ملكت أيمانكم”.
-
الرحمة والرفق بالضعفاء.
-
التمسك بالقرآن والسنة.
-
الحذر من التفرق والنزاع.
حب الصحابة له
كان الصحابة (رضي الله عنهم جميعًا) يحبونه حبًّا شديدًا، قال عمرو بن العاص:
“ما كنت أستطيع أن أملأ عيني منه حياءً منه، ولو قيل لي صفه ما استطعت”.
وقال أنس بن مالك:
“ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وكانوا إذا توضأ، تسابقوا على فضل وضوئه، وإذا تكلم أنصتوا وكأن على رؤوسهم الطير.
كيف نقتدي به اليوم؟
الاقتداء به لا يعني فقط حفظ سيرته، بل يعني:
-
التحلي بأخلاقه: الصدق، الرحمة، الحياء.
-
العمل بسنته: في الأقوال والأفعال.
-
نشر رسالته: بالحكمة والموعظة الحسنة.
-
الربط الدائم بالقلب مع حضرته، بالصلاة عليه، والتأمل في سيرته.
الرسول في قلوب المحبين
إن حب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد كلمات، بل هو شوقٌ دائم، واتباعٌ صادق، وحياءٌ من التقصير في جنابه.
قال الإمام القاضي عياض:
“فكل من أحب شيئًا آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقًا في محبته”.
ولهذا، فإن محبته تنبع من معرفته، وكلما زادت المعرفة، زاد التعلق والارتباط.

خاتمة المقال: معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة
في زمن كثرت فيه الفتن، وتاهت فيه القلوب، تبقى معرفة معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم مختصرة، تعني التعرّف على أعظم إنسان بعثه الله رحمة للعالمين. ولمن أراد أن يغوص أكثر في سيرته وشمائله وأخلاقه، يمكنه زيارة موقع الشيخ خلدون حيث تُعرض فيه مقالات وكتب تتناول السيرة النبوية بأسلوب سهل وميسر، بإشراف الشيخ خلدون الهيتي القادري، الباحث في علوم الشرع والتزكية.
ولنتذكر دائمًا أن محبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون فقط بكثرة المدح، بل باتباع هديه وسنته، ونشر سيرته، وتعريف الناس بجماله الخُلقي والخَلقي، فهذه أعظم شهادة على محبته في قلوبنا.
بقلم: فريق عمل موقع الشيخ خلدون
https://khaldoneg.com